الوالدين حينما لا تكون طاعتهما طاعة لله ، ويترك الابن الانصياع لهما ، فانه سيجد من هو أكثر عطفا وحنانا عليه منهما في الله ، أو لم يترك مصعب ابن عمر أبويه؟ فوجد من عوّضه عنهما بأفضل صوره ، أو لم يترك فلان وفلان آباءهم؟ ولكن إلى اين وفقهم الله؟
لقد وفقهم إلى احضان الإسلام ، حيث تربوا على يدي الرسول (ص) وبين ظهراني المؤمنين ، وأخيرا كان الرجوع إلى ربهم الودود.
(ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)
بلى. قد يخسر الإنسان بعض المكاسب الدنيوية ـ مادية ومعنوية ـ ولكن الله سوف يعوضه عن ذلك في الآخرة.
(١٦) وهناك حقيقة هي ان عمل الخير لا بد وان يعود لمن عمله ـ مهما كان صغيرا أو كبيرا ، معلنا أو خفيّا ، سواء كان جزاؤه في الدنيا أو الآخرة ـ والله لا يظهر العمل الصالح وحسب ، بل يجازي عليه مهما قل وصغر.
(يا بُنَيَّ إِنَّها إِنْ تَكُ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ)
وهي حبة صغيرة ليس لوزنها اعتبار لدى الناس.
(فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّماواتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللهُ إِنَّ اللهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ)
فبلطفه قرب من الأشياء ، وبخبرته أحاط بها علما ومعرفة ، ومن الحري بنا ان نهتم بأعمالنا لأنها تحت عين الله ، ولا نحقر ذنبا أو نستهين بواجب ، فقد جاء في الحديث عن الإمام الصادق (ع):