«اتقوا المحقّرات من الذنوب ، فإنّ لها طالبا. لا يقولن أحدكم : أذنب واستغفر الله. ان الله تعالى يقول : (إِنْ تَكُ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ) ..» (١٣)
(١٧) (يا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ) لأنها زكاة الأعمال ، إذا كانت بشروطها ، كما يقول الحديث ، فهي حينذاك تشبه النهر لو اغتسل منه الإنسان في اليوم الواحد خمس مرات لا يبقى عليه من الدرن شيء ، وإذا أراد الإنسان تنمية معرفته بالله وايمانه به ، فما عليه الا ان يسبغ الوضوء ، ويصلي خاشعا لله ، لذلك قال الرسول (ص):
«وقرة عيني في الصلاة» (١٤)
وقال الامام علي (ع):
«الصلاة قربان كل تقي» (١٥)
وكما ان للصلاة جانبا عباديّا روحيّا ، فإن لها جانبا آخر لا تكتمل الا به وهو الجانب الاجتماعي الذي يتمثل في الشهادة على الواقع القائم.
(وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلى ما أَصابَكَ)
واقامة الصلاة كما الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، كل ذلك يحتاج إلى الصبر على ما يصيبه في هذا الطريق ، فان الجنة حفت بالمكاره ، كما حفت النار بالشهوات.
__________________
(١٣) المصدر / ص (٢٠٤).
(١٤) الخصال / ص (١٦٥).
(١٥) نهج البلاغة / ص (٤٩٤).