بينما نظرات المؤمن مباشرة لا تمر بقنوات التفسيرات المادية. انه ينظر ببراءة الطفل إلى الحقائق ، ولذلك فان نظراته نافذة إلى العمق ، فاذا نظر إلى حركة الفلك وما في السموات والأرض من نعم نفذت بصيرته إلى الخالق الذي سخرها للإنسان.
وانما يبلغ المؤمن هذه الدرجات بالقرآن. أنظر إلى التعبير القرآني هنا وكيف يجعلنا نرى الخليقة بواقعية :
(أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللهَ سَخَّرَ لَكُمْ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ)
انها رؤية مباشرة ، وبلا عقد ، ولا جمود ، ولا نظارات من الثقافات الجاهلية.
ثم يقول :
(وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ)
كما يسبغ المقاتل على نفسه درعه المتناسب مع جسمه ، أو يسبغ الواحد منا ثيابه المقدرة له على جسده ، وهكذا النعم تحيط بنا ولكن بقدر ودون زيادة مضرة أو نقصان.
(نِعَمَهُ ظاهِرَةً)
كنعمة الحياة ، ونعمة العافية ، ونعمة الأمن ، ونعمة الطعام.
(وَباطِنَةً)
كنعمة الأعضاء التي لا ترى (القلب الكبد والكلية والاعصاب و. و.) ونعمة الوقاية من أنواع المكاره والاخطار ، ونعمة الهداية إلى الحق ، وولاية أئمة الهدى عليهم السلام.