وهناك حديث مفصل يتلو علينا نعم الرب ، وقد رأينا إثباته هنا لأن هذه السورة هي سورة الشكر فيما يبدو لنا ، وعلينا ان نربي قلوبنا عليه أو ليس الشكر أساس الحكمة؟!
الحديث مأثور عن الامام الباقر (ع) انه قال :
حدثني عبد الله بن عباس ، وجابر بن عبد الله الانصاري قالوا : أتينا رسول الله (ص) في مسجده في رهط من أصحابه فيهم أبو بكر وأبو عبيدة وعمر وعثمان وعبد الرحمن ورجلان من قرّاء الصحابة ـ إلى قوله حاكيا عن رسول الله (ص) ـ وقد أوحى إلى ربّي جل وتعالى أن أذكركم بالنعمة وأنذركم بما اقتص عليكم من كتابه وأملى «وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ» الآية ثم قال لهم : قولوا الآن قولكم ، ما أول نعمة رغبكم الله وبلاكم بها؟ فخاض القوم جميعا ، فذكروا نعم الله التي أنعم عليهم ، وأحسن إليهم بها من المعاش والرياش والذرية والأزواج إلى سائر ما بلاهم الله عز وجل من أنعمه الظاهرة ، فلما أمسك القوم أقبل رسول الله (ص) على عليّ (ع) فقال : يا أبا الحسن قل فقد قال أصحابك ، فقال : وكيف بالقول فداك أبي وأمي وانما هدانا الله بك! قال : ومع ذلك فهات قل ما أول نعمة أبلاك الله عز وجل وأنعم عليك بها؟ قال : ان خلقني جل ثناؤه ولم أك شيئا مذكورا ، قال : صدقت ، فما الثانية؟ قال : ان أحسن بي إذ خلقني فجعلني حيّا لا مواتا ، قال : صدقت ، فما الثالثة؟ قال : ان انشأني ـ فله الحمد ـ في أحسن صورة ، وأعدل تركيب ، قال : صدقت ، فما الرابعة؟ قال : ان جعلني متفكرا ، راعيا ، لابلها ساهيا ، قال : صدقت ، فما الخامسة؟ قال : ان جعل لي سرا عن ادراك (٢) ما ابتغيت بها ، وجعل لي سراجا منيرا ، قال :
__________________
(٢) كذا في النسخ ولا تخلو عن التصحيف وفي البحار (ج (٧٠) ص (٢١)) قال : «ان جعل لي شواعر ادراك ما ابتغيت ..» الحديث.