(وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا ما أَنْزَلَ اللهُ قالُوا بَلْ نَتَّبِعُ ما وَجَدْنا عَلَيْهِ آباءَنا)
والملاحظ ان الأجيال اللاحقة تتبع الجوانب السلبية في تراث الأولين ، والقرآن يخالف المقاييس الجاهلية في تقييم الأشياء ، لان الإنسان الذي يتميز بالعقل ينبغي له ان يتبع المقاييس الصحيحة ، وهي العلم أو الهدى أو الكتاب ويستنكر عليهم ذلك قائلا :
(أَوَلَوْ كانَ الشَّيْطانُ يَدْعُوهُمْ إِلى عَذابِ السَّعِيرِ)
فهل تذهب مع الآباء حتى لو كانت طريقتهم تنتهي الى النار؟
(٢٢) قد يشعر الإنسان بنعم الله عليه ، ومن ثم يرى نفسه مسئولا عن أداء الشكر له عليها ، ولكن يقف متسائلا : كيف يمكن لي ذلك؟ ونجيبه عد الى القرآن واقرأ :
(وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ)
بان يخضع له خضوعا مطلقا ، وبكل ما يملكه من الطاقات المادية والمعنوية ، ولكن اي خضوع ذلك الذي تدعو الآية الإنسان اليه هل هو الخضوع الذي يدعوه الى السكون والخمول؟
بالطبع كلا .. انما تدعو إلى ذلك الخضوع المليء بالنشاط والحركة فصاحبه من جانب يتوجه إلى الله بكلّه ، ومن جانب آخر يتفجر إحسانا وعطاء لعباد الله في سبيله.
وإذا وصل الإنسان إلى هذه الدرجة من الكمال ، بأن تصبح علاقته مع الله