علاقة تسليم وخضوع ، ومع الناس علاقة إحسان وعطاء.
(فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى وَإِلَى اللهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ)
فمن جانب يكون هذا الإنسان قد تمسك بخطّ واضح وسليم في الدنيا فحظى بالسعادة ، ومن جانب آخر فانه سيرجع إلى الله ليجازيه على شكره بتسليمه له وإحسانه للعباد.
ولعل تأكيد القرآن في آيات عديدة بان التسليم لله هو التمسك بحبله المتين ، وبالعروة الوثقى يهدف إلى علاج عقدة مستعصية عند البشر هي عقدة الخوف من المخلوقات ، هذا الخوف الذي يدفعه نحو الخضوع للمخلوقين والشرك بالله العظيم ، بينما الرب يؤكد بأن من يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى ، وانه لا أمان للإنسان الا بالتوحيد الخالص.
التسليم لله ـ في الواقع ـ لا يتحقق من دون التسليم للقيادة الشرعية المتمثلة في أئمة الهدى ، والرضا بولاية من أمر الله بولايتهم.
(٢٣) (وَمَنْ كَفَرَ فَلا يَحْزُنْكَ كُفْرُهُ إِلَيْنا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا)
وما دام الأمر كذلك فلما ذا يحزن الإنسان نفسه ، هل لان الآخرين على خطأ؟! وإذ ينهى الله عن هذا الحزن فلأن المؤمن لو ادام حزنه على كفر الكفار فلربما يجره هذا الحزن شيئا فشيئا إلى طريقهم المنحرف ، فلكي لا يقع المؤمن في خطأ فظيع كهذا يوجهه الله إلى ضرورة تجنب الانفعال النفسي كما يفعله الآخرون.
(إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ)