الظلم ، لأنّه باطل ، ولأنّ المظلوم يثور ضدّه. ولأنّ صراع الظالمين كفيل بالقضاء عليهم و.. و..
وإنّ سنن الله تجري ولكن عبر مسيرة الزمن ، فكما أنّ من يزرع القمح سوف يحصده بعد مدة ، كذلك من يزرع الظلم سوف يحصد الانقلاب ، ولكن بعد مدّة أيضا.
وهذه هي حقيقة الجزاء التي تتجلّى جزئيا في عواقب الأمور في الدنيا ، بينما تتجلّى في الآخرة بصورة تامّة ، حيث يجزى المرء على أعماله هنا لك الجزاء الأوفى.
ولعلّ كلمة الآخرة هنا تدلّ على عاقبة الأمر سواء قبل الموت أو بعده ، حيث فسرها البعض بالعاقبة في الدنيا ، بينما الكلمة تطلق عادة على ما بعد الموت ، وإنّما نستوحي من الكلمة هذا المعنى الشامل لأنّ الدنيا والآخرة في منطق القرآن ـ حسبما يبدو لي ـ لا تنفصلان ، إنّما هما حقيقة واحده تنكشف لذوي الأبصار في الدنيا ، ولا تنكشف لغيرهم إلّا بعد الموت.
(٨) أو لا ينظرون إلى أنّ تركيبة الحياة قائمة على أساس الحق ، والأجل؟
فالزمن جزء من الكون ، لأنّ الكون متغيّر ، والتغيّر جزء من الكون ، والزمن جزء من التغيّر.
(أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ ما خَلَقَ اللهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى)
والأجل المسمّى يدلّ على :
أولا : أنّ الله إنّما خلق الكون بحكمة ولهدف محدّد سلفا ، وكذلك الإنسان