للدنيا ، حسب وصية ربه له حيث يقول :
(وَابْتَغِ فِيما آتاكَ اللهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيا) (٢١)
ولذلك فان المؤمن يستسيغ الصبر في كل الظروف ، وفي مواجهة مختلف الاحتمالات ، وقد قسم الشرع الصبر على ثلاثة : الصبر عند النوائب ، والصبر على الطاعات ، والصبر على المعاصي ، ووضع لكل واحد منها درجة من الثواب. تعال نستمع الى الامام علي عليه السلام يحدثنا عن حبيبه رسول الله (صلى الله عليه وآله) ويقول :
«الصبر ثلاثة :
صبر على المصيبة ، وصبر على الطاعة ، وصبر على المعصية.
فمن صبر على المصيبة حتى يردها بحسن عزائها كتب الله له ثلاثمائة درجة ، ما بين الدرجة الى الدرجة كما بين السماء الى الأرض.
ومن صبر على الطاعة كتب الله له ستمائة درجة ، ما بين الدرجة الى الدرجة كما بين تخوم الأرض الى العرش.
ومن صبر على المعصية كتب الله له تسعمائة درجة ، ما بين الدرجة الى الدرجة كما بين تخوم الأرض الى منتهى العرش» (٢٢)
(٣٢) ان ميزة الصبار الشكور وعيه لآيات الله ، واهتداؤه بها الى حقائق الخلق ، فهو لا يعيش لحظته العابرة بل يعيش ـ بوعيه الواسع ـ المستقبل فيصبر على
__________________
(٢١) القصص / (٧٧).
(٢٢) المصدر / ص (٧٧).