بالإنسان ، فهو الذي يملك علم الساعة ـ وهي أخطر ـ حين يمر بها أبناء آدم ، ثقلت في السموات والأرض.
(إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ)
متى ترسو سفينة الخليقة على الشاطئ الأخير. لا أحد يعلم ذلك ، بل لم يحدد ربنا لذلك وقتا ـ حسب بعض النصوص ـ انما يقررها الرب متى شاء ، وقد قال عز من قائل : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْراها إِلى رَبِّكَ مُنْتَهاها) (٢٥)
(وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ)
بقدرته ، فيحيي الأرض بعد موتها. ان قدرته أيضا محيطة بالبشر كما علمه.
(وَيَعْلَمُ ما فِي الْأَرْحامِ)
حيث تنعقد نطفة البشر على أسس بيولوجية بالغة الدقة ، وخاضعة لعوامل متشابكة لا يعلمها الا الله ، ولا يقدر أحد على التحكم بتفاصيلها أبدا ، وهنالك ترى أسس شخصيته ظاهرة وباطنة ، جميل أم قبيح ، طويل أم قصير ، قويّ أم ضعيف ، حاد الطبع أم لين ، وما هي توجهاته العلمية والادبية والفنية ، وما هي مواهبه ، وأهم من كل ذلك هل في طينته نزعة شريرة أم لا.
يقول الامام أمير المؤمنين عليه السلام عن الآية :
«فيعلم الله سبحانه ما في الأرحام من ذكر أو أنثى ، وقبيح أو جميل ، وسخيّ أو بخيل ، وشقيّ أو سعيد ، ومن يكون للنار حطبا ، أو في الجنان للنبيين مرافقا ،
__________________
(٢٥) النازعات / (٤٢ ـ ٤٤).