وكان من واجب البشر أمام هذه النعمة أن يشكروا ربّهم ويتبعوا رسالاته ، ولكن غالبيتهم كفروا بأنعم الله.
(قَلِيلاً ما تَشْكُرُونَ)
وهذا يدل على أن الطبيعة الطينية في الإنسان هي التي تغلب عليه في أكثر الأحيان ، ولهذا نجد في القرآن أمثال (وَقَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ) أو (وَما أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ).
إن الشكر الحقيقي هو تحسس الإنسان بأن النعم من عند الله ، ومن ثم التسليم المطلق له ، وفي الحديث عن الامام الصادق (ع):
«أوحى الله تعالى الى موسى (ع) يا موسى! اشكرني حق شكري ، فقال : يا ربّ كيف أشكرك حق شكرك ، وليس من شكر أشكر به الا وأنت أنعمت به عليّ؟!
فقال : يا موسى شكرتني حق شكري حين علمت أن ذلك مني» (٧)
(١٠) ولعلّ من عوامل كفران النعم الجحود بيوم البعث ، لماذا؟ لأنّ النعم عند من يشكرها عبارة عن مسئوليات ، وشكرها الوفاء بحقوقها ، ومن يجحد القيامة يتهرب عن مسئولية النعم ، وبالتالي لا يشكرها. بل لعلّ السبب النفسي لجحود البعث التهرب عن مسئولية النعم وحقوقها المفروضة علينا.
(وَقالُوا أَإِذا ضَلَلْنا فِي الْأَرْضِ)
توزعت اشلاؤنا ، وتناثرت اعضاؤنا.
__________________
(٧) بح ج (١٣) / ص (٣٥١).