(وَذُوقُوا عَذابَ الْخُلْدِ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)
(١٥) ثم يأتي الحديث عن بعض صفات المؤمنين المهمة :
الاولى : التسليم والخضوع للحق :
(إِنَّما يُؤْمِنُ بِآياتِنَا الَّذِينَ إِذا ذُكِّرُوا بِها خَرُّوا سُجَّداً وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ)
والمقصود من السجود هنا ليس معناه الظاهري وحسب ، بل حالة التسليم للحق التي يرمز لها هذا السجود ، والمؤمنون الحقيقيون لأنهم يبحثون عن الحق والهدى فإنهم يسلمون له بمجرد أن يذكّروا به ، مهما كان ذلك مخالفا لاهواء النفس والمصلحة.
وتوحي كلمة (خَرُّوا) ـ التي جاءت من أصل خرير الماء ، وهو صوته عند نزوله (مثل صوت الشلّال) كما يقول الراغب ـ إلى أنّ المؤمنين يتلقوّن الأرض بمساجدهم ، كما يخر الشلّال ، وهم يولولون بالتسبيح لعمق تأثير الذكر فيهم ، بلى. كلما زادت معرفة البشر بربه ازداد معرفة بصغر نفسه ومدى حاجته ، وانعكس ذلك في صورة وقوعه لربه ساجدا.
وهكذا وجبت السجدة لله في أربع سور هذه واحدة منها ، اقتداء بأولئك الرجال الكرام الذين يخرّون لربهم ساجدين.
(وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ)
فلسجودهم مظاهر خارجية اجتماعية ، بالاضافة الى الصفة النفسية التي يخلّفها ، ومن أبرز هذه المظاهر التواضع الاجتماعي ، الذي يمثّل امتدادا للتسليم