للحق.
الثانية : التبتل الى ربهم في الأسحار :
(١٦) (تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ)
انهم يقاومون النوم ، لعلمهم بأن الدنيا دار العمل ، وليس دار الاسترخاء والراحة ، وأنها الفرصة الوحيدة التي يحدد الإنسان فيها مستقبله الأبدي ، ولان المضجع هو حالة التوقف عن السعي والعمل فإنهم يرفضونه ، وكلمة تتجافى آتية من الجفاء ، وهو بمعنى انقطاع العلاقة بينهم وبين النوم ، وهذه الصفة نابعة من نظرتهم الجديّة للحياة ، فكيف يصير الإنسان أسير الفراش وهو يعلم بأنّ مستقبله قائم على ما يقدمه في هذه الحياة؟!
(يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً)
من النار فلا يقتربون من المعاصي ، لأنها تنتهي بهم إليها.
(وَطَمَعاً)
في الجنة. فتجدهم يبحثون عن كل عمل يوصلهم إليها. قال أمير المؤمنين (ع) في وصف المؤمن :
«لا يدع للخير غاية الا أمّها ، ولا مظنة الا قصدها» (٦)
الثالثة : الإنفاق في سبيل الله :
(وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ)
__________________
(٦) نهج البلاغة خ (٧٨) / ص (١١٩).