وروي الحديث في غاية المرام ، عن عبد الله بن حنبل بثلاث طرق ـ عن أم سلمة ، وكذا عن تفسير الثعلبي.
وفيه اخرج ابن مردويه ، والخطيب ، عن أبي سعد الخدري قال : كان يوم أم سلمة أم المؤمنين ، فنزل جبرئيل الى رسول الله (ص) بهذه الآية : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) قال : فدعا رسول الله (ص) بحسن وحسين وفاطمة وعلي فضمهم اليه ، ونشر عليهم الثوب ، والحجاب على أم سلمة مضروب ثم قال : «اللهم هؤلاء أهل بيتي اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا» قالت أم سلمة : فانا معهم يا نبي الله؟ قال : «أنت على مكانك وانك على خير.
» وفيه أيضا عن مسلم في صحيحة باسناده ، عن يزيد بن حيان ، عن زيد بن أرقم ، قال : قال رسول الله (ص):
«اني تارك فيكم الثقلين أحدهما كتاب الله هو حبل الله من اتّبعه كان على الهدى ومن تركه كان على ضلالة»
فقلنا : من أهل بيته نساؤه؟ قال :
«لا ايم الله إن المرأة تكون مع الرجل العصر ثم الدهر ، ثم يطلقها فترجع الى أهلها وقومها ، أهل بيته أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده» (٢)
كما ان الآيات منقولة في كتب أخرى من جملتها الصحاح ، بما لا يمكن إنكاره لبلوغه حد التواتر ، وهكذا تؤكد الأحاديث ما فسرناه بخصوص هذه الآية الكريمة.
__________________
(٢) راجع تفسير الميزان / ج (١٦) / تفسير الاية.