بالاضافة الى هذه الروايات ، فانا من خلال دراستنا للتاريخ نجد ان وضعا خاصا كان يتمتع به أهل البيت (ع) وبالذات فاطمة الزهراء والأئمة المعصومين ـ عليهم السلام ـ ولا يمكن لمؤرخ منصف ان ينكر تميزهم بالرغم مما لقوه من الضغوط والمصاعب ، فقد كانوا يجسدون روح الإسلام وقيمه في سلوكياتهم الشخصية ، ودعوتهم للناس ، وقيادتهم للحركة الرسالية عبر التاريخ ، ومواجهتهم للطغاة و.. و.. إلخ.
بلى. كانت في أيام حياتهم بعض الأقلام والالسنة التي باعت نفسها للطغاة ، تحاول النيل منهم لقاء المال والجاه ، اما الآن فبامكان الجميع ان ينظروا للتاريخ نظرة واضحة مجردة ليكتشفوا دور أهل البيت في التاريخ الإسلامي ، وإذ أنزل الله هذه الآية فيهم فلعلمه بأنهم سوف يجسدون الحق في حياتهم ، من خلال اقتدائهم بالرسول ، وتربيته لهم ، وهو الذي ربّي البشرية ودفعها دفوعات حضارية ، لا زالت تتقدم بسببها الى اليوم وغد ، ونتساءل : أو ليس الرسول قادرا على ان ينقل تلك الروح الى أولاده؟
ان علماء النفس والتربية والاجتماع يجمعون على أن الأب يؤثر في أولاده مرتين : مرة من خلال التربية ، ومرة من خلال الوراثة ـ هذا بغض النظر عن العامل الغيبي الذي يختص به أهل بيت النبوة ـ ونحن من مجمل دراستنا للتاريخ ، ومعرفتنا بهذه العلوم ، وواقع حياة الرسول وسيرته ، وحياة أهل البيت وسيرتهم نستطيع ان نكتشف بان تلك الرسالة امتدت بعد الرسول في أهل بيته وخاصة الأئمة (ع).
وهو لم يأل جهدا في بيان هذه الحقيقة ، فلم يدع مناسبة إلا وأكد فيها منزلة أهل البيت عند الله وعنده.