وطاهر النفس ، تمتد الرسالة من خلاله للأجيال ، ولعل حفظ الله للرسالة في قوله : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ) يتم بوسائل عديدة من أهمها وجود الخط الأصيل الذي يحفظ الرسالة من التحريف.
كما أنه لا بد للناس من قدوة وامام ، وخط أصيل يستوعب أفراده روح الرسالة ، ويجسدونها في سلوكهم ، ويتوارثونها عبر الأجيال ليكرسوها في الأمة جيلا بعد جيل ، ومدة بعد مدة ، وفي دعاء الندبة اشارة واضحة الى هذه الفكرة ، فقد ورد فيه :
(اين أبناء الحسين ، صالح بعد صالح ، وصادق بعد صادق ، اين السبيل بعد السبيل ، اين الخيرة بعد الخيرة ، اين الشموس الطالعة ، اين الأقمار المنيرة ، اين الأنجم الزاهرة ، اين أعلام الدين ، وقواعد العلم ، اين بقية الله التي لا تخلو من العترة الهادية) (٦)
وفي أصول الكافي (ج ١) : قال الامام الباقر (ع):
«والله. ما ترك الله أرضا منذ قبض آدم (ع) الا وفيها أمام يهتدى به الى الله ، وهو حجته على عباده ، ولا تبقى الأرض بغير إمام حجة لله على عباده» (٧)
فليس غريبا اذن ان نجد الحديث عن أهل البيت في سورة الأحزاب التي جاءت لبيان الرسالة وموضوع القائد الرسالي ، وسوف نجد الآيات المناسبة لهذا الموضوع في ضمن السورة ـ وهو أمر طبيعي ـ إذ لا بد للقائد الرسالي من امتداد في المجتمع.
__________________
(٦) ضياء الصالحين / ص (٦٠٢) / الطبعة القديمة.
(٧) أصول الكافي / ج (١) / ص (٢٥٢) / الطبقة الفارسية.