(٣٤) ثم يذكرنا الله بواحدة من الواجبات التي ينبغي على زوجات الرسول مراعاتها وهو ضرورة ان يكنّ داعيات للرسالة ، ملتزمات بها.
(وَاذْكُرْنَ ما يُتْلى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آياتِ اللهِ وَالْحِكْمَةِ)
لأنها السبيل لتقويم السلوك والطهارة ، وليس من شك ان التلاوة التي لا يعقبها العمل لا تنفع صاحبها ، وانما يؤكد الله على نساء النبي بذكر الآيات لكي لا يتصورن الرسالة ما دامت تنطلق من بيوتهن الى الناس فهي لا تخصهن ، بل إن مسئوليتهن تبليغ الرسالة ، فالقرآن كما جاء ليصنع قدوة للرجال تتمثل في الرسول الأعظم (ص) فكذلك جاء أيضا ليصنع قدوة للنساء ونساؤه أولى بالعمل بها.
(إِنَّ اللهَ كانَ لَطِيفاً خَبِيراً)
فهو يحيط بكن ، ويعلم هل استوعبتن الرسالة ، وعملتن بها أم لا.
(٣٥) ثم نجد اشارة الى حقيقة هامة وهي : ان ما جاء في القرآن من الآيات بصيغة المذكر لا يدل على اختصاصها بالذكور دون الإناث ، انما يشمل الجنسين.
(إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَالْقانِتِينَ وَالْقانِتاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِراتِ وَالْخاشِعِينَ وَالْخاشِعاتِ)
كل ذلك قولا وعملا.
(وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقاتِ)
الذي يكون الاحساس سمة علاقتهم مع الآخرين ، فهم كما يسعون لإصلاح