إذ جعله يعيش تحت ظل رسول الله (ص).
(وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ)
وكان انعام الرسول يتمثل في عتقه لزيد من العبودية ، وقد حدث ان أراد زيد طلاق زوجته زينب بنت جحش فنهره الرسول وقال :
(أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ)
لا تطلقها.
(وَاتَّقِ اللهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللهُ مُبْدِيهِ)
اي ان الله كتب زينب زوجة لك ، ومهما أخفيت ذلك فإنه سيظهره يوما من الأيام.
(وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشاهُ)
هكذا يحكي الله عن رسوله ، بالرغم من أنّ آية لا حقة تصف المبلغ للرسالة بأنّه لا يخشى إلّا الله ، فكيف نوفّق بين الآيتين؟
الجواب : إنّ الرسول (ص) لم يكن يخشى أحدا إلّا الله ، ولكنّه كان يخشى الناس أن يكفروا برسالة ربه لو تزوج بزينب ، بسبب شكهم في أنّ الرسول ضغط على زيد (ابنه بالتبني) ليطلق زوجته ثم يتزوجها بعدة ، وهكذا كانت سيرة الأنبياء انّهم يكلمون الناس على قدر عقولهم ، وفي رواية «ما كلم رسول الله الناس بكنه عقله قط» وهذه الآية تشبه قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ) (٣)
__________________
(٣) المائدة / (٦٧).