فخشية الرسول من تبليغ بعض بنود الرسالة لم تكن على نفسه ، إنّما على الناس ان يكفروا به وبها.
(فَلَمَّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراً زَوَّجْناكَها)
اي لما تمتع بها زيد فترة من الوقت ثم طلقها زوجها الله رسوله. وكانت زينب تفتخر على سائر زوجات الرسول بأنّ الله هو الذي زوجه منها وبنص القرآن ، أمّا الهدف من وراء ذلك فهو كسر العادة الجاهلية ، ورفع الحرج عن المؤمنين في الزواج من مطلقات أبنائهم بالتبني.
(لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْواجِ أَدْعِيائِهِمْ إِذا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً)
ولأنّ البعض ربما يتصور بأنّ هذا القضاء سوف يفشل بسبب تعارضه مع العرف الاجتماعي ، أكّد ربنا بأنّ أمور الحياة بيده وليست بيد الناس ، وأنّه قادر على إجراء ما يريد.
(وَكانَ أَمْرُ اللهِ مَفْعُولاً)
فمع ان بعضا من أمور الحياة خوّلها الله للإنسان ، إلّا أنّ مسيرتها العامة بيده ، يفعل ما يشاء ، ولهذا قال الامام علي (ع):
«عرفت الله سبحانه بفسخ العزائم ، وحلّ العقود ، ونقض الهمم» (٤)
(٣٨) ثم يؤكد القرآن بان القيادة الرسالية ليست هي التي تنسى الدنيا من
__________________
(٤) نهج البلاغة / ص (٥١١) / ج (٢٥٠).