بالنار ، وهكذا يشترك المعنيان ، لان معنى الصلاة يكون التعطف وهو نوع من الصلة بين العبد وربه.
وجاء في تفسير البصائر :
الخامس : قيل : أريد بالصلاة هنا العناية بحال المؤمنين ، وذلك لأن الصلاة في الأصل : التعطف ، لأن المصلي يتعطف في ركوعه وسجوده ، فاستعير لمن يتعطف على غيره حنوّا وترؤفا.
ولذلك قيل : إن الصلاة من الله تعالى الرحمة ، ومن الملائكة الاستغفار ، ومن الناس الدعاء.
ثم أضاف قائلا : وعلى الخامس (وهو ما ذكرنا آنفا) جمهور المفسرين وهو المروي. (٩)
وجاء في الحديث المأثور عن الامام الصادق (عليه السلام) انه قال : «الصلاة من الله عز وجل رحمة ، ومن الملائكة تزكية ، ومن الناس دعاء» (١٠)
وهكذا نستوحي من كلّ ذلك ان لكلمة «الصلاة» معنى واحدا هو الترؤف ، والتعطف ، والمزيد من العناية ، والتوجّه.
وهذا المعنى مشترك بين العبد وربه ، فالله سبحانه يتعطف على المؤمنين بالمزيد من الرحمة ، وعلى العباد أن يتعطفوا على رسولهم بطلب التعطف من الله له (وهو الدعاء) أما الملائكة فهم من جهة يستغفرون ربهم للمؤمنين ، ومن جهة ثانية يقومون
__________________
(٩) تفسير البصائر / ج ٣٢ / ص ٢٢٨
(١٠) نور الثقلين / ج ٤ / ص ٣٠٣