بدور مباشر في نشر رحمة الله لهم.
وهكذا نجد ان خاتمة الآية تدل على معنى الصلاة من الله على المؤمنين.
(لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ)
من شحّ الذات ، والجهل ، والعجز ، والسلبيّة ، والحقد ، والبغضاء إلى رحاب الحق ، والمعرفة ، والإرادة ، والأمل ، والمحبّة ، والسلام.
(وَكانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً)
(٤٤) هذا عن رحمة الله بالمؤمنين في الدنيا ، أما في الآخرة فان أبرز تجليات رحمة الله بهم تكون في أمرين :
الأول : السلامة ، تحيّة من الله لهم ، (وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ) (١١). وقال تعالى : (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ادْخُلُوها بِسَلامٍ آمِنِينَ) (١٢) وهذه التحية بالاضافة إلى معناها الظاهر وهو قول : (السلام عليكم) فانها تعني السلامة الجسدية من النقص العضوي والصحي ، والسلامة الروحية من الرذيلة والصفات السلبية ، والسلامة الاجتماعية ، والاقتصادية وهكذا ، وبالتالي الكمال في سائر جوانب الحياة ، ذلك ان التحية هي طلب الحياة ، ويتبادل المؤمنون التحية بالسلام ، اشارة إلى طهارة القلوب وصفائها.
(تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ)
الثاني : الجزاء الكريم.
__________________
(١١) الرعد / ٢٣ ـ ٢٤
(١٢) الحجر / ٤٥ ـ ٤٦