(وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْراً كَرِيماً)
لماذا يقول الله : (وَأَعَدَّ لَهُمْ)؟
لعل حكمة ذلك تكمن في أن الإعداد يدل على التدرج ، مرحلة بعد مرحلة ، وشيئا بعد شيء ، مما يوحي على أن هذا الأجر نتيجة لأعمال المؤمنين الصالحة التي هي الأخرى صارت بالتدريج ، فكلما عمل الإنسان خيرا أضاف إلى رصيده وزنا بقدره ونوعيته ، ويصف الرب الأجر بأنه كريم والكريم يعني أمرين :
الأول / ان الأجر جزيل جدّا ، لأن المعطي كريم ، ومن صفات الكريم انه يعطي الأجر أكثر مما هو مستحق ، فكيف إذا كان المعطي هو الله وهو أكرم الأكرمين؟
الثاني / ان هذا الأجر يكون خالصا من الإذلال الذي يمسّ بكرامة الإنسان.
(٤٥) ثمّ يؤكد القرآن للرسول دوره في الحياة ، وما دام القرآن وفي هذه السورة بالذات أكّد كون الرسول أسوة حسنة للمؤمنين فإننا نستوحي من هذه الآية دور المؤمنين أيضا.
(يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً)
والشاهد : هو الدليل عليه ، فشاهد القول : الدليل عليه ، وشاهد القضاء : هو الدليل على الحادثة ، وحينما يسمي القرآن الرسول شاهدا فذلك يعني أنه (ص) دليل وميزان بسلوكه الحسن ، يهدي الإنسان إلى معرفة نفسه وموقعه من الحق.
(وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً)