مبشرا للمؤمنين بالجنة ، ومنذرا للعاصين بالنار.
(٤٦) ولكن الرسول لا يكتفي بذلك وحسب ، انما يسعى وبشتّى الوسائل الشرعية الممكنة لدعوتهم للحق.
(وَداعِياً إِلَى اللهِ بِإِذْنِهِ)
ولا يمكن لأحد أن يسمي نفسه داعيا إلى الله إلّا إذا أكمل نفسه ، وصيرها من حزب الله ، ثمّ اذن الله له في ذلك إذنا مباشرا عبر الوحي كالأنبياء والأوصياء ، أو غير مباشر من خلال القيم الإلهية ، فربما يتصور الإنسان انه يدعو الناس إلى الله ، ولكنه في الواقع يدعوهم إلى الشيطان.
وعن رسول الله (ص) لما سئل عن سبب بعض تسمياته قال : «أما الداعي فاني ادعو الناس إلى دين ربي عز وجل ، وأما النذير فاني أنذر بالناس من عصاني ، وأما البشير فاني أبشر بالجنة من أطاعني» (١٣)
والرسول كما الشمس في المنظومة ، يمثل مركز الإشعاع المعنوي عبر الأجيال. أو ليس ينبعث منه نور الوحي إلى الحياة؟!
(وَسِراجاً مُنِيراً)
كما ينبعث إلى كلّ أفق ، كذلك تشمل معارف القرآن ، وأحكام الشرع ، وتعاليم الرسول كلّ نواحي الحياة ، ومن هنا نستوحي من كلمتي (سِراجاً مُنِيراً) المناهج المفصلة في رسالة النبي وسيرته.
فالرسول ليس يدعو إلى الله ، ويبشر وينذر فحسب ، انما يضع أمامنا المناهج
__________________
(١٣) علل الشرائع / ج ١ / ص ١٢٧