الله ، حتى صار إنسانا سويّا ، فأخرجه الله من الميّت ، ثم يعود كما كان عند ما يموت ، فتبقى الحياة في القبر ولكن في حالة هجعة ، ثمّ تنمو مرة أخرى في يوم القيامة ، ويعود كما كان خلقا آخر ، فيكون المعنى كالتالي : يخرج الله الحي من الأشياء الميتة ، ويخرج الميت من الحي حين تتحلل الأشياء الميتة ـ أصلا ـ عن الحي ، وتبقى نطفته الأساس.
وكما يحيي الله الأرض بالمطر ، كذلك يحيي الإنسان في الآخرة فيقول سبحانه : «وَاللهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَباتاً» (١)
وفي الروايات عن جعفر بن محمد الصادق (ع) قال :
«إذا أراد الله عز وجل أن يبعث الخلق أمطر السماء أربعين صباحا ، فاجتمعت الأوصال ونبتت اللحوم» (٢)
وهناك تفسير آخر للآية يقول : إنّ الله يخرج الحياة من الأشياء الميّتة كما خلق الإنسان من التراب ، ويخرج الشيء الميّت من الحي كما يميت الإنسان.
ولكن يبدو لي أنّ التعبير القرآني لا يتناسب وهذا التفسير ، كما أنّه لا يتناسب ومعلوماتنا الحديثة عن الحياة والموت.
ثم قال ربّنا :
(وَيُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها)
إنّ منظر الحياة تدبّ في الأرض الموات يبعث البهجة في القلب ، ويهدينا إلى
__________________
(١) نوح / (١٧).
(٢) بحار الأنوار / ج (٧) / ص (٣٣).