٢ ـ وهناك روايات تخالف هذا الرأي ، حيث تستنكر ان يجوز للإنسان العادي استبدال زوجاته ، بينما يحرم ذلك على الرسول (ص) وتفسر الآية بأنها تحرم عليه الزواج من غير النساء اللاتي حددتهن الآية السابقة : (إِنَّا أَحْلَلْنا لَكَ أَزْواجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَما مَلَكَتْ يَمِينُكَ) .. الآية وبناء على المعنى الأول فقد أوقف الله حرية الرسول (ص) في الزواج ، وذلك ليعرفنا ان تزوج النبي لم يكن بهدف الشهوة انما لأهداف نبيلة أخرى ، فمرة يتزوج امرأة بعد ان جربت الحياة الزوجية التي انتهت بالطّلاق عدة مرات من أجل أن يستر عليها ، ويتزوج بثانية لكي يستميل عشيرتها ، وبثالثة من أجل ان ينقض عادة جاهلية قائمة في المجتمع تقضي بحرمة الزواج من مطلّقات الأدعياء.
(٥٣) ثم يبين الله بعد ذلك العلاقة بين الرسول ومن يحضر الى منزله محددا بعض الأحكام والآداب التي تمس هذه العلاقة.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلى طَعامٍ غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ)
١ ـ الدخول الى بيت النبي يجب أن يكون مسبقا بإذن.
٢ ـ وعند الدعوة الى الطعام يجب ان لا يدخل مسبقا ، وينتظر أو ان الطعام ، لأن من آداب الأكل في بيوت الآخرين أن يأتي في الوقت المناسب ، وذلك لأن المجيء أول النهار وانتظار الغذاء يسبب الإزعاج لصاحب البيت ، وقد جاء في السيرة : ان رسول الله (ص) أو لم على زينب بتمر وسويق ، وذبح شاة ، فأمر أنسا ان يدعو أصحابه ، فترادفوا أفواجا ، فوج يدخل فيخرج ، ثم يدخل فوج ، الى ان قال : يا نبي الله! قد دعوت حتى ما أجد أحدا أدعوه ، فقال : ارفعوا طعامكم ، وتفرق الناس وبقي ثلاثة نفر يتحدثون فأطالوا ، فقام رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ