ليخرجوا ، فطاف بالحجرات ، فرجع فاذا الثلاثة جلوس مكانهم ، وكان ـ صلى الله عليه وآله ـ شديد الحياء ، فتولى ، فلما رأوه متوليا خرجوا ونزلت الآية. (٦)
٣ ـ ولكن إذا دعيتم فادخلوا ، ولا يمنعكم الحياء من الاستجابة للرسول.
(فَإِذا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا)
ولا تطلبوا الجلوس عند النبي حتى لو كان بهدف نبيل ، كالاستفادة من حديثه ، أو حديث بعضكم مع بعض.
(وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ)
ثم يبين القرآن خلفيّة هذا النهي : بأن الجلوس ربما يؤدي إلى احراج الرسول وأذاه ، بما ينتهي اليه من آثار سلبية على برنامج حياته العائلية أو السياسية ... إلخ.
(إِنَّ ذلِكُمْ كانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِ)
٤ ـ وعلى الضيف ان يراعي حرمة البيت الذي يحل فيه ، فلو اضطرته الحاجة للتعامل مع أهله من النساء يجب ان يتعامل معهن بأدب ، وبمقدار حاجته ، ومن وراء حجاب ، فبعد نزول هذه الآية صار حراما على المؤمنين التحدث مع نساء الرسول الا بهذه الكيفية.
(وَإِذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتاعاً فَسْئَلُوهُنَّ مِنْ وَراءِ حِجابٍ)
أما عن حكمة هذا التشريع فهي الوقاية من الذنب ، والتي لا تتم الا بطهارة
__________________
(٦) جوامع الجامع للعلامة الطبري / ج (٢) / ص (٣٣٣).