القلب ، وهذه الطهارة لا تتأتي الا بابتعاد الإنسان عن أسباب المعصية ، والتي من بينها حديث المرأة مع الرجل وبالذات إذا لم يكن ثمة حجاب بين الطرفين ، ذلك أن من طبيعة المرأة كما من طبيعة الرجل ان يميل أحدهما للآخر بالغريزة ، ولعل الحديث بينهما بغير الصورة التي تهدي لها الآية ينتهي الى المعصية.
(ذلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَ)
ولأن الرسول كان يدرك هذه الحقيقة لم يكن ليتقبل هذه الحالة ، بل كانت تلحق به الأذى النفسي.
(وَما كانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللهِ)
ولكي يقطع الله الطريق على القلوب المريضة ، وبالتالي ينهي هذه المشكلة التي تؤذي الرسول ، حرّم الزواج من نسائه بعده.
(وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْواجَهُ مِنْ بَعْدِهِ)
ومع ملاحظة ظروف نزول الآية نعرف أن هذا الحكم يختص بنساء النبي اللّاتي تعرضن لأذى المنافقين ، حيث طمع بعضهم في الزواج منهن بعد الرسول ، وصرح بذلك بوقاحة ، فحرم الله ذلك عليهم.
ان احترام بيت الرسالة كان يقتضي عدم ظهور نساء الرسول في المواقع العامة ، وعدم تحدثهن مع الرجال الا من وراء ستر ، بينما يحلّ مثل ذلك لغيرهن إذا حافظن على حدود الستر والعفاف.
قال علي بن إبراهيم : لما انزل الله : (النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ) وحرم الله نساء النبي على المسلمين ، غضب طلحة فقال : يحرم محمد علينا