لتصبح صلّة روحية يفكّر كلّ طرف في مدى عطائه قبل أن يبحث عمّا يأخذه ، وقد يضحي بنفسه من أجل المحافظة على قرينه أو قريبه.
وبتعبير آخر : ينطلق التقاء الزوجين من أرض الشهوة الجنسية ، والحاجة إلى إشباع الحاجات المادية المختلفة ، ولكنه لا يقف عند هذا الحد ، بل يمضي قدما حتى يصبح حبّا عميقا ، يقوم على أساس الإيثار والعطاء ، ويصل إلى حدّ الفداء والتضحية.
وهكذا تكون العلاقة في البداية «المودة» ، ولكنها لا تلبث حتى تصبح «رحمة»
(إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)
وهدف التفكّر هو إثارة المعلومات الظاهرة وتقليبها على بعضها للحصول على معلومات جديدة ، وحين يتفكّر الإنسان في ظواهر الحياة المحيطة به والتي قد يستخف بها لأنها أصبحت جدّا واضحة ، فإنّه يبلغ غور المعرفة ويفهم حكمة الحياة.
(٢٢) ومن آياته سبحانه خلق السموات والأرض ، واختلاف ألوان الناس وألسنتهم ذلك الاختلاف الواسع.
(وَمِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوانِكُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْعالِمِينَ)
يبدو أنّ هناك علاقة بين خلق السموات والأرض ، وبين اختلاف اللّون واللّسان ، وربما تكون هذه العلاقة موجودة ، ففي المناطق الإستوائية لون البشرة سمراء ، وتقلّ السمرة كلّما ابتعدنا عن خط الإستواء ، حتى تتحوّل الألوان من