ثم نفخ عليها الف عام حتى اسودت ، فهي سوداء مظلمة ، لو أنّ قطرة من الضريع قطرت في شراب أهل الدنيا لمات أهلها من نتنها ، ولو ان حلقة واحدة من السلسلة التي طولها سبعون ذراعا وضعت على الدنيا لذابت من حرها ، ولو ان سربالا من سرابيل أهل النار علق بين السماء والأرض لمات أهل الدنيا من ريحه»
الى ان يقول الامام (ع):
«فما رأى رسول الله (ص) جبرئيل مبتسما بعد ذلك» (٤)
(٦٥) وأعظم ما في العذاب الذي ينال الكافرين ، خلودهم الأبدي فيه ، بين الموت والحياة (كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها لِيَذُوقُوا الْعَذابَ) (٥)
ثم ان علاقاتهم السلبية بالقيادات المنحرفة من الطواغيت وأصحاب المال والوجاهة لن تنفعهم ، لأن الذي ينفع هنالك علاقة الإنسان بربه ، وبالقيادة الرسالية التي يرتضيها.
(خالِدِينَ فِيها أَبَداً لا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً)
(٦٦) ومن صور العذاب الظاهر لهؤلاء في جهنم تقليب وجوههم فيها.
(يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ)
ولهذه معنيان : الأول : ان تقليب الوجه هو تبدله من حال الى حال ، ومن صورة الى أخرى ، والثاني : هو أنها تقلب في النار على كل جانب لكي تنالها من جميع الجهات ، كما يقلب اللحم في الافران لتنضجه من جميع نواحيه.
__________________
(٤) تسلية الفؤاد / ص (٢٤٠).
(٥) النساء / (٥٦).