ونستوحي من هذه الآية بالاضافة الى سابقتها : ان السبيل يعني القيادة الرسالية ، ذلك ان القيادات المنحرفة ليس تضل الإنسان عن المنهج السليم وحسب ، بل وتضله عن القيادة الصالحة.
قال أمير المؤمنين (ع) في خطبة له يوم الغدير :
وتقربوا الى الله بتوحيده ، وطاعة من أمركم أن تطيعوه ، ولا تمسكوا بعصم الكوافر ، ولا يخلج بكم الغي فتضلوا عن سبيل الرشاد باتباع أولئك الذين ضلوا وأضلوا ، قال ـ عزّ من قائل ـ في طائفة ذكرهم بالذم في كتابه : «إِنَّا أَطَعْنا سادَتَنا وَكُبَراءَنا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا» (٦)
وقال علي بن إبراهيم في تفسيره : «فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا» اي طريق الجنة ، والسبيل أمير المؤمنين صلوات الله عليه. (٧)
(٦٨) وعادة ما يبحث المضلّلون عن أعذار ترفع عنهم مسئولية الانحراف ، وتلقيها على كاهل السادة والكبراء منهم ، وقد يستطيعون خداع الناس في الدنيا بسببها ، ولكن انى لهم خداع الله؟!
(رَبَّنا آتِهِمْ)
السادة والكبراء.
(ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً)
والله سوف يعذب هؤلاء ضعف الآخرين وأكثر ، الا ان ذلك لن يرفع عن
__________________
(٦) نور الثقلين / ج (٤) / ص (٣٠٨).
(٧) المصدر والصفحة.