الأسمر حتى الأبيض فالأصفر ، وهذا الاختلاف يسهّل التعارف الذي هو أساس تنظيم الحياة البشريّة. والحديث التالي يبيّن كيف أنّ طبائع الأرض ذات أثر في اختلاف البشر ، وما هي حكمة هذا الاختلاف : يسأل رسول الله (ص) عبد الله بن يزيد بن سلام فيقول : فأخبرني عن آدم لم سمّي آدم؟ قال :
«لأنه من طين الأرض وأديمها»
قال : فآدم خلق من الطين كلّه أو من طين واحد؟ قال :
«بل من الطين كلّه ، ولو خلق من طين واحد لما عرف الناس بعضهم بعضا ، وكانوا على صورة واحدة»
قال : فلهم في الدنيا مثل؟ قال :
«التراب فيه أبيض وفيه أخضر وفيه أشقر وفيه أغبر وفيه أحمر وفيه أزرق وفيه عذب وفيه ملح وفيه خشن وفيه لين وفيه أصهب ، فلذلك صار الناس فيهم لين وفيهم خشن وفيهم أبيض وفيهم أصفر وأحمر وأصهب وأسود على ألوان التراب» (٦)
أمّا اختلاف اللسان فهو خاضع للظروف والبيئة المحيطة بالإنسان.
وهذا الاختلاف دليل الحكمة ، ذلك لأنّ كلّ نوع يتناسب ومحيطه ، كما لو رأينا اختلاف أجهزة الطيّارة ومختلف أجزاءها ، وعرفنا كيف أنّ كلّ جهاز يقوم بدور وهو مناسب لدوره ولو بدلنا جهازا أو جزء من جهاز يجهاز آخر أو جزء ثان لما تكاملت الطيارة ونهتدي من وراء ذلك إلى كلمة صانع الطيّارة.
__________________
(٦) نور الثقلين / ج (٤) / ص (١٧٧).