ولا يكون القول سديدا حتى يكون سليما ، وفي وقته المناسب ، ولا يكون كذلك الا بالتفكير والنظر الى الواقع والمستقبل. والذي يميز المؤمن عن المنافق ان المؤمن يتحمل مسئولية كلامه ، فهو يفكر كثيرا قبل الكلام ، بينما المنافق يبادر بالحديث دون رؤية فيبتلى بكلام ، وفي الحديث :
«وان لسان المؤمن من وراء قلبه ، وان قلب المنافق من وراء لسانه» (٨)
ولو تكلم المؤمن بكلام ثم اكتشف أنه كان خطأ اعترف بالخطإ ، وتراجع عن موقفه وكلامه ، اما المنافق فتأخذه العزة بالإثم.
قال ابو عبد الله (ع) لعباد بن كثير البصري الصوفي :
«ويحك يا عباد! غرك ان عف بطنك وفرجك! إن الله ـ عز وجل ـ يقول في كتابه : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمالَكُمْ) اعلم انه لا يقبل الله عز وجل منك شيئا حتى تقول قولا سديدا» (٩)
وقال رسول الله (ص) وقد سأله أحدهم : وهل يحاسبنا ربنا على ما نقول؟! قال :
«وهل يكب الناس في النار الا حصائد ألسنتهم؟!» (١٠)
(٧١) ولكي يكون كلامنا سديدا يجب ان نبتعد عن التبرير ، والكذب والنميمة ، والغيبة ، والتهمة ، وكل آفات اللسان ، وهذا ينعكس مباشرة على سلوكنا ، وسلامة تحركنا في الحياة.
__________________
(٨) نهج البلاغة / خ (١٧٦) / ص (٢٥٣).
(٩) نور الثقلين / ج (٤) / ص (٣٠٩).
(١٠) بحار الأنوار / ج (٧٧) / ص (٩٠).