«ومن يبسط يده بالمعروف إذا وجده يخلف الله له ما أنفق في دنياه ، ويضاعف له في آخرته» (٥)
وقال ابو عبد الله (ع):
«أن الرب ـ تبارك وتعالى ـ ينزل أمره كل ليلة جمعة الى السماء الدنيا من أول الليل ، وفي كل ليلة في الثلث الأخير ، وأمامه ملك ينادي : هل من تائب يتاب عليه؟ هل من مستغفر يغفر له؟ هل من سائل فيعطى سؤله؟ اللهم أعط كلّ منفق خلفا ، وكلّ ممسك تلفا ، الى أن يطلع الفجر ، فإذا طلع الفجر عاد أمر الرب ـ تبارك وتعالى ـ الى عرشه ، فيقسم أرزاق العباد» (٦)
ولعل الناحية الغيبية في خلف الرزق ومضاعفة تكمن في البركة الإلهية التي يسبغها على عبده ، وفي التوفيق الى القرارات الصائبة ، والتصرفات المالية النافعة.
الناحية الطبيعية : ان ما يدفع الإنسان للبحث عن حوائجه ومن بينها المال هو الشعور بالحاجة ، ولا شك أن المنفق سوف يسعى بقواه العقلية والمادية من أجل التعويض عما أنفقه ، عبر تحريك المال من خلال المشاريع والأعمال المختلفة.
وحتى ينفق الإنسان في سبيل الله ، لا بد ان يتعرف على كرم ربه عز وجل ، لهذا لم يكتف القرآن بذكر ما تقدم ـ من أن الله يخلف على من أنفق ـ انما أضاف.
(وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ)
__________________
(٥) نور الثقلين / ج (٤) / ص (٣٤٠).
(٦) المصدر / ص (٣٣٩).