والأحاديث تؤكد هذه الحقيقة ، قال رسول الله (ص):
«من صدق بالخلف ، جاد بالعطية» (٧)
وقال (ص):
«من أيقن بالخلف سخت نفسه بالنفقة» (٨)
وهل يصدق بالخلف ويوقن به الا إذا عرف أن ربه خير الرازقين.
ثم لماذا لا ينفق الإنسان ماله في سبيل الله وهو ان بقي لم ينتفع به ، وان أنفقه كان في سبيل الحق ، قال الامام الباقر (ع) للحسين ابن أيمن :
«يا حسين! أنفق وأيقن بالخلف من الله ، فانه لم يبخل عبد ولا أمة بنفقة فيما يرضي الله عز وجل الا أنفق أضعافها فيما يسخط الله» (٩)
(٤٠) هروبا من ثقل المسؤولية يتشبث البشر بأي تبرير ، ولا بد من إبطال كل تبريراته ، ليتحمل أمانته بصدق ، وما عبادتهم للأصنام أو الملائكة أو الجن إلا صورة لهذه الحقيقة ، ويفند السياق هذه العبادة عبر ذكر الحوار الذي يجري بين الرب وبين عباده المكرمين من الملائكة ، حيث يجمعهم هم والذين زعموا أنهم يعبدونهم من المشركين ، ثم يخاطب الملائكة بما يوحي : كيف رضيتم بعبادة المشركين لكم؟!
فيجيبون : أولا : نحن لا نتخذ من دونك وليّا ، وبالتالي لا نرضى بعبادة أحد
__________________
(٧) المصدر / ص (٢٣٩).
(٨) المصدر / ص (٣٤٠).
(٩) المصدر / ص (٢٤٠).