لنا ، ثانيا : إذا كانت العبادة حقّا هي الطاعة فإنهم كانوا مطيعين للجن وليس لنا نحن الملائكة.
(وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً)
المشركون ومن عبدوهم.
(ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلائِكَةِ أَهؤُلاءِ إِيَّاكُمْ كانُوا يَعْبُدُونَ)
ولعل تقديم المفعول الذي يدل على الحصر يوحي بأن طبيعة العبادة لا تتجزأ ، فلو كانوا يعبدون الملائكة حقا فلا بد انهم كانوا يخلصون العبادة لهم.
(٤١) هنالك انكشف زيف ادعاء المشركين عبادتهم للملائكة إذ ...
(قالُوا سُبْحانَكَ)
لا يمكن أن نرضى بشريك لك ، فأنت الرب القدوس ، الذي لا شريك له.
(أَنْتَ وَلِيُّنا مِنْ دُونِهِمْ)
ويبدو ان معنى «الولي» هو القريب ، فيكون مراد الملائكة : أنت الذي نتقرب إليك ، ولسنا نرضى بقرب هؤلاء الذين لا يسوى ولاؤهم لنا شيئا ، فما قيمة عبادة همج رعاع ، لا يضرون ولا ينفعون؟!
ونستوحي من هذه الإجابة : ان علينا ألّا نرضى بطاعة الناس لنا إذا كانت تسخط الرب ، فان طاعتهم لا تغني شيئا عن عذاب الرب ، وما قيمة طاعتهم إذا أسخطت ربنا الذي بيده نفعنا وضرنا وهو بكل شيء قدير؟!
ثم أشارت الملائكة إلى أن عبادة المشركين هي للجن في الواقع.