التضحيات تخرج من يد الناس لتعود إليهم بالنفع في الدنيا والآخرة.
(قُلْ ما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ)
وليس للرسول ، لأنه يعمل لله وليس للمصلحة ، وهذا من الدلائل على صدق الأنبياء في دعوتهم.
(إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللهِ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ)
يلحظ كل جهد وحركة في سبيله ، ليضيف ذلك الى رصيد الرساليين ، ويثيبهم على عملهم بالتوفيق والنصر في الدنيا ، وبالجنة والرضوان في الآخرة.
(٤٨) ثم تهدينا الآيات الى احدى خصائص الأنبياء في صراعهم مع أنصار الباطل وهي شهادة الله على صدق رسالاتهم ، لأنها حق ، والله يؤيد الحق ، ولمعرفة الرسل بهذه الحقيقة فإنهم يتوكلون على ربهم ، ويخوضون غمار التحديات دون ان يخشوا أحدا أو يخافوا فشلا.
(قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِ)
على كيان الباطل فيهدمه ، والله ..
(عَلَّامُ الْغُيُوبِ)
ولان الرسول يوحى اليه من لدن علام الغيوب ، فهو يبصر مالا يراه الآخرون ، ويتدرج من نصر الى نصر حتى يفتح الله على يديه البلاد ، وهذا أقوى شاهد على صدقه ، وانه يدعوا الى الله الذي هو على كل شيء شهيد ، ولعل خاتمة الآية السابقة كانت تمهيدا لبيان هذه الحقيقة وهي شهادة الله على صدق رسالته.