عليه العبارات من تنزيه لله ، واعتراف بالضعف أمامه ، والحاجة اليه ، وانه مصدر الخير الذي ذروته الهداية للحق ، وانه السميع لدعاء عبده برحمته ، والقريب في الاجابة بكرمه وجوده.
(٥١) وفي نهاية السورة يعود السياق للتذكير بالآخرة ، لأنها أعظم فكرة تعطي التوازن لروح الإنسان وعقله ، ولهذا نجد الذكر الحكيم يؤكد على الايمان بالآخرة عند حديثه عن مختلف حقول المعرفة.
وانما يجحد البشر الحق اتباعا لشهواته ، وبحثا عن مصالحه في زعمه ، فإذا عرف ان الجحود ينتهي به الى نار جهنم فأية مصلحة له فيه؟
(وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ)
فهم يرهبون يوم القيامة ، ولكنهم لا يستطيعون الفرار من العدالة الالهية حينئذ.
(وَأُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ)
لان قدرة الله وحكومته تشمل الكون بأكمله ، فأينما كانوا فهم قريبون من أخذ الله ، وجاء في رواية أبي حمزة الثمالي قال سمعت علي بن الحسين والحسن بن علي يقولان :
«هو جيش البيداء يؤخذون من تحت اقدامهم» (٢)
وهو اشارة الى يوم ظهور القائم من آل محمد ـ صلى الله عليه وآله ـ حيث يبيد الله جيش الكفر في منطقة بين مكة والمدينة تسمى بالبيداء.
__________________
(٢) نور الثقلين / ج (٤) / ص (٣٤٣).