(وَقَدْ كَفَرُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ)
فهم يتكلمون على غير بصيرة ، وبعيدا عن الواقع ، ومن دون هدف ، بينما يقذف الله بالحق وهو يعلم بتفاصيل كل شيء ، وهذا ما يجعل الوحي صادقا لا نقص فيه ، بينما كلامهم باطل في باطل.
(٥٤) ومن الشواهد على ان الباطل سراب لا ينتهي الى شيء ، ان من اتبعه كان يبحث من ورائه عن الملذات والشهوات ، ولكن الموت أو نصر المؤمنين ، الذي يقضي به الله عليهم يحول بينهم وبين الوصول إليها.
(وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ ما يَشْتَهُونَ)
وهذه سنة جرت على الأجيال الماضية من أمثالهم ، لكنهم لم يستفيدوا ممن سبقهم فحلّت بهم الندامة ، ولفّهم الأسف.
(كَما فُعِلَ بِأَشْياعِهِمْ مِنْ قَبْلُ)
ويبين الله السبب المباشر لهذه النتيجة السيئة ، الا وهو الشك في الرسالة ، التي لو آمنوا بها لحصلوا على مصالحهم أيضا ، ذلك انها الطريق للسعادة ، وقد حذرتهم سابقا من هذه العاقبة فلم يستجيبوا لها.
(إِنَّهُمْ كانُوا فِي شَكٍّ مُرِيبٍ)