(فَمَنْ يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللهُ)
إنّ الله يضل الإنسان ، ويسلب منه علمه إذا لم يعمل بذلك العلم ، وترك علمه إلى جهله ، واتبع هواه ، ولا يجد إذا من يهديه من دون الله.
ثم إنّ الإنسان يتبع هواه ، ويطيع الأنداد ، طمعا في نصرتهم ، وبحثا عن القوة عندهم ، ولكنّ الله يذكّرهم بأنهم لا ينتصرون له إذا جاءه عذاب الله ، إذ لا يقدرون على ذلك.
(وَما لَهُمْ مِنْ ناصِرِينَ)
في الدنيا والآخرة من الذين عبدوهم ، وما لهم من شافعين.
وهذا يعني أنّ الإنسان يحتاج في حياته إلى شيئين : عقل يهديه ، وقوة تنصره ، فمن اتبع هواه فقد خسر العقل والقوة معا.
(٣٠) ثم يقول الله للإنسان : إذا أردت أن تعبد الله حقّا ، عليك أن تنحرف عن كل الضغوط ، وبتعبير آخر عليك ان تكون حنيفا عن الشرك طاهرا نظيفا.
(فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً)
الوجه أظهر شيء عند الإنسان ، ولذلك يعبّر به عن مواقفه وجهة سيره فيقال : توجّهات فلان أي طريقته وسلوكه.
والقيام بمعنى الكمال ، لأنّ الإنسان يكون في أفضل حالاته عند القيام ، ولذلك يقول الذكر : «أَقِمِ الصَّلاةَ» تعبيرا عن إتيانها بالوجه الكامل.
ويعبّر الذكر هنا عن خلوص العمل بالدين عن شوائب الشرك ب «أَقِمْ وَجْهَكَ