لِلدِّينِ» لأنّ مجرد قبول الدين لا يكفي ، بل ينبغي تطبيق كل المواقف والسلوكيات والتوجهات مع شرائعه ، ويؤكد ذلك قوله سبحانه «حنيفا» أي طاهرا من رجس الشرك ، ودنس الرذائل.
ولا يكون ذلك إلّا بتحدي الضغوط.
فالحنيفية حقّا أن تقدم ومنذ البداية على مخالفة المشركين ، انك ان تتبع الذين يضلونك بغير علم فأنت لست على طريق مستقيم ، يجب ان تشق طريقك بنفسك ، الى حيث ..
(فِطْرَتَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها)
حيث الاستقامة. وهذا يعني أنّك إذا كنت تواجه ضغوطا خارجية تدعوك لاتباع الطريق المنحرف فإنّ هناك ضغطا معا كسا في ذاتك يدعوك لاتباع الطريق المستقيم ، وهي الفطرة التي فطر الناس عليها ، حيث قال الله : (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى شَهِدْنا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هذا غافِلِينَ* أَوْ تَقُولُوا إِنَّما أَشْرَكَ آباؤُنا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنا بِما فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ) (٤)
وأصل الفطرة الشق ، وسمّي الخلق فطرة ربما لأنّ الخلق يتم عادة بانشقاق شيء عن شيء ، ومعنى فطرة الله هنا : الوحدانية ، حيث انها جزء من خلق الناس جميعا (وليس المؤمنون منهم فقط).
(لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ)
__________________
(٤) الأعراف / (١٧٢ ـ ١٧٣).