لعل معناها ان الإنسان لا يمكن ان يغير فطرته بالتربية أو التوجيه ، وحتى الأعمال السيئة لا تغير فطرة البشر.
فأنت ومن يعاقر الخمر أو يقتل الآدميين في الفطرة سواء ، صحيح ان الفطرة تنتكس ، وتغطّى بالذنوب الا ان المذنب يشعر بذنبه ، والكاذب يشعر بكذبه ، والضال يعلم بخطئه ، ولكن فطرتهم ضعيفة.
وهذه الفطرة الالهية الثابتة أفضل دين يلتزم به البشر ، ويتبعه ، ويرى شخصيته فيه لأنه قيم لا عوج فيه ، وتستقيم معه شخصية الإنسان وحياته ومجتمعة ، بينما تتطرف سائر الأديان يمينا وشمالا ، وتفسد ضمير البشر ، وتمسخ شخصيته وتضيّع حياته.
ونستوحي من هذه الكلمة ان الدين ضرورة انسانية ، يشعر القلب من دونه بفراغ كبير ، الا ان أغلب الناس يخطئون في نوع الدين الّذي يعتنقونه.
(ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ)
ونستنتج من هذه الآية ان طريق معرفة الدين الصحيح يتلخص في دليلين : الاول : هدى الله حيث يقول : «فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً» والثاني : الوجدان.
(وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ)
مشكلة الناس انهم لا يستفيدون من علمهم ، لأنهم يتبعون أهواءهم ، وعلينا الّا توحشنا قلة الدّيانين بدين الحق ، أو كثرة الميالين إلى سبل الشيطان ، ذلك لأن أكثر الناس هم الذين لا يعلمون.
(٣١) وليس هيّنا الاستقامة على الدين الحق ، لأنّ دواعي الشهوة ، ووساوس