الشيطان ، وضغوط المجتمع تميل بالإنسان عن طريق الحق ، فلا بد إذا من الإنابة الى الله دائما ، فكلما مالت أسباب الانحراف به شرقا أو غربا أناب إلى ربه ، والتزم التقوى بتطبيق كافة الشرائع التي هي حصن التوحيد ، وسور المعرفة ، ومن أبرز معاني التقوى إقامة الصلاة ، تلك الحصن المنيعة للإيمان ، والسور الرفيع لعرفان الرب.
(مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ)
والفرق بين هذه الآية وما قبلها ان ما قبلها تأتى بصورة مفردة بتعبير «فأقم» بينما في هذه الآية تأتي بصورة جمع ، وذلك لأن الإنسان واحد في مقام المسؤولية ، ولكن في مقام العمل يعمل مع الآخرين ، فالإنسان مسئول أمام الله لوحده ، وكل نفس مسئولة عن نفسها.
ان الله طلب منا الالتزام بالصراط المستقيم عبر اقامة الوجه لدينه ، واتباع فطرته التي غرسها فينا ، ولكن كيف يتم ذلك ، وكيف نحافظ عليهما؟ يقول ربنا سبحانه : (مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ).
فأنت مؤمن بدينك وبدافع فطرتك ، انك عند ما تذهب إلى المسجد مثلا تجد هناك أمثالك ، فأنت وهم تكوّنون مجتمعا ، فأنيبوا إلى الله ، وهناك نظرية تقول : ان الايمان يتبلور في مجتمع ، وليس الفرد بوحده قادر على ان يترجم دين ربه لوحده ، فالله يدفع الناس بعضهم ببعض كي يحوطون هذا الدين.
والانابة إلى الله ، وتقواه ، واقامة الصلاة كعجلة القيادة التي لا تدع السيارة تنحرف لو أمسكنا بها في طريق مثلج ، فالمجتمع يسحبنا يمينا ويسارا ، ولكن الإنابة إلى الله وتقواه ، واقامة الصلاة تجعلها على الطريق المستقيم.