وهناك فرق بين اقامة الصلاة وبين الإتيان بالصلاة ، فإقامة الصلاة هو الالتزام بحدودها.
عن أبي عبد الله الحسين (ع) انه قال :
«وحق الصلاة ان تعلم انه وفادة إلى الله ـ عز وجل ـ وانك فيها قائم بين يدي الله ـ عز وجل ـ فإذا علمت ذلك قمت مقام الذليل الحقير ، الراغب الراهب ، الرّاجي الخائف ، المستكين المتضرّع ، المعظم لمن كان بين يديه بالسكون والوقار ، وتقبل عليها بقلبك وتقيمها بحدودها ، وحقوقها» (٥)
وعن أبي عبد الله الصادق (ع) انه قال : «إذا استقبلت القبلة فانس الدنيا وما فيها ، والخلق وما هم فيه ، واستفرغ قلبك عن كل شاغل يشغلك عن الله ، وعاين بسرك عظمة الله ، واذكر وقوفك بين يديه يوم تبلو كل نفس ما أسلفت ، وردوا إلى الله مولاهم الحق ، وقف على قدم الخوف والرجاء.
فإذا كبرت فاستصغر ما بين السموات العلى والثرى دون كبريائه ، فان الله تعالى إذا اطلع على قلب العبد وهو يكبر وفي قلبه عارض عن حقيقة تكبيره قال : يا كاذب أتخدعني؟! وعزتي وجلالي لأحرمنك حلاوة ذكري ، ولأحجبنك عن قربي ، والمسارة بمناجاتي.
واعلم انه غير محتاج إلى خدمتك وهو غني عن عبادتك ودعائك ، وانما دعاك بفضله ليرحمك ويبعّدك من عقوبته» (٦)
__________________
(٥) بحار الأنوار / ج (٨٤) / ص (٢٤٨).
(٦) المصدر / ص (٢٣٠).