بلى .. ولكن أغلب الناس يبصرون العوامل المباشرة للرزق ، وينسون العامل الغيبي لذلك قال ربنا :
(إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)
اما المؤمنون فإنهم لا ينظرون فقط الى العوامل الظاهرة ، بل يبصرون أصابع الغيب التي تحرك تلك العوامل وتدبرها ، انهم يعلمون ان الفلّاح لا يقوم الا بأعمال جدّ ضئيلة إذا قيست بالعوامل التي تساهم في نمو الزراعة ابتداء من خصوبة التربة ، وعذوبة الماء ، وانتهاء بالمواد التي تنفّسها الشمس عبر أشعتها ، ومرورا بسائر العوامل الرئيسية المفقودة مثلا في سائر الكرات الاخرى ، ولذلك أضحت الزراعة فيها مستحيلة.
وكما في الزراعة كذلك في سائر موارد الرزق ، ولذلك ترى المؤمنين وحدهم يهتدون بآيات الرزق ، ويشكرون ربهم عليها.
(٣٨) لان الرزق من الله ، ولان المؤمن لا يقنط من رحمته إذا فقد شيئا من ثروته ، ابتغاء رضوانه ، ولان المؤمن لا يفرح بما يؤتى ، ولا يحسب ما بيده دائما بل يراه عواري ، سوف يذهب منه في اية لحظة ، لذلك كله ينبغي ان ينفق من ماله للاقربين ثم ذوي الحاجة من حوله.
(فَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ)
ليس دور الترتيب الّذي ذكر في هذه الآية اعتباطا ، فقد جاء في الروايات ان ذوي القربى مقدمون على غيرهم في الإنفاق.
جاء في حديث مأثور عن أبي الامام الحسين (ع) قال :