ربما لا يكتشف العلم العلاقة بين الزنا وموت الفجأة أو بين التطفيف والفقر ، أو بين المعاصي وانقطاع المطر ، ولكن الحقيقة ان هذه أثر من تلك ، وان طاعتك أو معصيتك تؤثر فيما حولك ، وقد أكد القرآن على هذه الفكرة مرارا فقال :
١ ـ «وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً» (٧)
٢ ـ «وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ وَلكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْناهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ» (٨)
٣ ـ «وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً قَرْيَةً كانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيها رِزْقُها رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللهِ فَأَذاقَهَا اللهُ لِباسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِما كانُوا يَصْنَعُونَ» (٩)
انك إذا لم تعرف سبب الابتلاءات انها من الذنوب ، فلا دليل لك على ان تبقى على سلوكك المنحرف ، وتحتمل تبعة هذا السلوك ، فقد جاء في الحديث المأثور عن أمير المؤمنين (ع) في قوله تعالى : «وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ» :
«ليس من التواء عرق ، ولا نكبة حجر ، ولا عثرة قدم ، ولا خدش عود الا بذنب ، ولما يعفو الله أكثر فمن عجل الله عقوبة ذنبه في الدنيا فان الله أجل وأكرم وأعظم من ان يعود في عقوبته في الآخرة» (١٠)
وقد عبر الله عن عمل الذنب بما كسبت اليد ، لان اليد هي التي تباشر عادة
__________________
(٧) الجن / (١٦).
(٨) الأعراف / (٩٦).
(٩) النحل / (١١٢).
(١٠) بحار الأنوار / ج (٧٣) / ص (٣٧٤).