فعل الذنب ، وتعبير اليد تعبير عن الارادة كقولك : هذا الأمر بيدك.
(لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)
وتشير خاتمة الآية الى حقيقتين أخريين :
الاولى : ان الله سبحانه يعفو عن كثير من الذنوب ، وانما يعجل عقوبة بعض الّذي عملوا ، وفي التعبير القرآني بلاغة نافذة ، فان ما ينزّل العذاب يكون ذا ألم يذاق «ليذيقهم» وانه تجسيد لذات المذنب حيث لم يقل ربنا سبحانه «ليذيقهم عقوبة بعض ..» وانما قال تعالى «لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ» فالذي عملوه بذاته يضحى عذابا.
الثانية : ان حكمة العذاب تنبيه البشر لعله يرعوي عن غيه ، ويعود الى الطريق المستقيم والدين القيم الّذي يقي الناس ألوان العذاب.
(٤٢) قد يتخذ البعض القرآن رصيد معلومات ، وقد يتخذه البعض منهجا لبلوغ معلومات جديدة عبر بصائره ، وبالرغم من أهمية الحصول على المعلومات المباشرة من القرآن إلا أن آياته الكريمة تؤكد على أولوية اتخاذه منهجا للبحث ، ووسيلة للمعرفة ، وبابا الى العلم ، وبصائر وهدى.
وأكد الرب المرة تلو المرة : ان القرآن بصائر وأمثال وهدى ونور ، وان فيه آيات لقوم يعقلون وللعالمين ولقوم يسمعون.
والبصيرة اداة البصر ، والمثل وسيلة لمعرفة ما يشابهه. انه النموذج الّذي يقاس عليه ما يطابقه والهدى يبصرنا سنن الله ، والنور يضيء لنا الدرب لنراها بأنفسنا.
ومن أمثال هذه الآيات يعرف خطأ الذين اتخذوا القرآن نهاية المطاف ، وليس