أهراماتهم بمصر ، وقلاعهم في بعلبك ، وزرعوا ارض بابل ونينوى بالآثار العظيمة ، ولكنهم ابيدوا حين أشركوا بالله.
يقول الامام أمير المؤمنين (ع): «اين العمالقة وأبناء العمالقة! اين الفراعنة وأبناء الفراعنة! اين أصحاب مدائن الرس الذين قتلوا النبيين ، واطفؤوا سنن المرسلين وأحيوا سنن الجبارين! اين الذين ساروا بالجيوش ، وهزموا بالألوف ، وعسكروا العساكر ، ومدّنوا المدائن!» (١١)
(كانَ أَكْثَرُهُمْ مُشْرِكِينَ)
حينما تبحثون في الأرض ، وحينما تنقبون في الآثار ، وتبحثون في الانظمة الاجتماعية السائدة عليهم ستكتشفون بأنهم كانوا مشركين في الأغلب ، فإما كانوا عبدة الأصنام وما ترمز اليه من الثروة والقوة أو عبد الطاغوت.
في الآيات السابقة بيّن القرآن الشرك والتوحيد في مجال الاقتصاد ، وبعدها في الأخلاق ، وهنا بينها في مجال الصراع الحضاري ، أو بتعبير آخر الصراع من أجل البقاء ، فالشرك ليس الوسيلة المثلى للبقاء بل هو السبب الرئيسي للإنهيار.
(٤٣) فاذا اكتشفنا بان الشرك هو مادة الفساد ، وسبب نهاية البشر فردا كان أو مجتمعا ، فعلينا ان نخلص العبادة لله.
(فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللهِ)
__________________
(١١) نهج البلاغة الخطبة / (١٨٢) / ص (٢٦٢).