«انه كان بينهما وبين ذلك الأب الصالح سبعة آباء» (١٢)
وفي رواية أخرى عن أبي عبد الله (ع) قال :
«ان الله ليحفظ ولد المؤمن الى الف سنة ، وان الغلامين كان بينهما وبين أبويهما سبعمائة سنة» (١٣)
(٤٥) (لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْكافِرِينَ)
في الآية السابقة أبان الله في كتابه إنّ العمل هو الّذي يحدد نهاية البشر «مَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ ، وَمَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ» وفي هذه الآية يبيّن انه يتفضل على الصالحين ، وحين يكون الفضل من الله فبشرى للإنسان وطوبى.
ولعل التعبير السابق (فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ) كان تمهيدا لبيان أن جزاء الصالحين ليس مجرد تمثل أعمالهم الصالحة في صورة نعيم ابدية في الآخرة وانما هي مجرد تمهيد لفضل الله الّذي لا يحد ولا ينتهي.
وجاء في الحديث المروي عن الامام الصادق (ع):
«ان العمل الصالح يسبق صاحبه الى الجنة فيمهد له كما يمهد لأحدكم خادمه فراشه» (١٤)
ولكن الله يجزيهم من فضله ، وهو لا يحب الكافرين.
(٤٦) بعد ذلك يعود الله الى عرض بعض آياته في الحياة فيقول :
__________________
(١٢ ، ١٣) تفسير نور الثقلين / ج (٣) / ص (٢٩١).
(١٤) المصدر / ج (٤) / ص (١٩١).