في موارد العذاب ، والرياح تستخدم في موارد الرحمة والبشارة.
وفي الرواية عن رسول الله (ص) انه إذا رأى الريح قد هاجت يقول :
«اللهم اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا» (٣)
واما لماذا سمّيت الريح بالصفراء؟
جاء في تفسير البيضاوي : إنّ الصفراء التي تجعل الأرض والزرع صفراء ، وقد فسّرها البعض بأنها التي تنذر بالعذاب ، ولا خير فيها ، وجاء في الحديث عن أمير المؤمنين (ع) انه قال :
«الرياح خمسة ، منها العقيم ، فنعوذ بالله من شرها ، وكان النبي (ص) إذا هبت ريح صفراء أو حمراء وسوداء تغير وجهه واصفر ، وكان كالخائف الوجل ، حتى ينزل من السماء قطرة من مطر ، فيرجع اليه لونه ، ويقول : جاءتكم بالرحمة» (٤)
وعند ما يرى الإنسان الريح مصفرة يكفر بالربّ ، وبقدرته على دفع المكروه عنه ، وينسى بان الله الذي بعث بهذه الريح قادر على أن يبدلها برياح مباركة.
(٥٢) لقد تليت علينا آنفا آيات الله ، ولكن ليس كل الناس قادرين على وعيها ، بالرغم من شدة وضوحها ، ونفاذ بلاغتها ، فمن الناس من هو ميّت الأحياء قد سدّت منافذ قلبه تماما كالجاحدين ، ومنهم من فقد السمع وهو يتولّى هاربا من الحقائق كمن أخذتهم العزة بالإثم ، ومنهم العمي الذي حجب بصره غشاوة.
__________________
(٣) المصدر / ج (٦٠) / ص (١٧).
(٤) المصدر / ص (٦).