أكثر من أيّ قصة أخرى.
(وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً)
إنّ هذا المثل ينطبق على مثلهم ، لأنهما من نوع واحد وحزب واحد.
(أَصْحابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جاءَهَا الْمُرْسَلُونَ)
أين كانت هذه القرية ، ومن هم المرسلون إليها؟
قالوا : إنّها كانت أنطاكية ثانية حواضر الروم ، والواقعة اليوم في تركيا على حدود سوريا (١٠٠ كيلومتر الى حلب تقريبا) وقريبة من ميناء الاسكندرية على البحر الأبيض (٦٠ كيلومتر تقريبا) وهي لا زالت كبيرة ، إلّا أنّها في ذلك اليوم كانت أكبر ، ويحترمها المسيحيون لأنّ بولس وبرنابا وآخرين زاروها.
أمّا قصة الرسالة فلم يختلف المفسّرون فيها إلّا في بعض التفاصيل ، وهي باختصار :
إنّ عيسى ـ عليه السلام ـ بعث اثنين من الحواريين الى تلك القرية بالرسالة ، فلما بلغاها وجدا في أقصاها حبيب النجار فدعياه الى الرسالة فآمن ، ولما دخلا المدينة دعوا الناس فآمن بعضهم ، ومرّ بهما الملك ذات يوم فكبّرا (ويبدو أنهما لم يجدا طريقا لدعوته غير ذلك) فحبسهما الملك ، وبعث عيسى ـ عليه السلام ـ الرسول الثالث لتعزيز موقف الأوّلين (ولعله كان وصيّه شمعون) فتقرّب الى الملك حتى استخلصه فحدثه عن شأن الرسولين ، وطلب منه أن يسمع منهما الحجة ، فلما أظهرا حجتهما بإبراء الأكمه وإحياء الموتى (حيث أنّ ابن الملك أو ابن واحد من حاشيته كان قد مات قبل أسبوع فأحياه الله بدعائهما) آمن الملك وبعض قومه ،