ويقف الإنسان حائرا : لماذا ضرب الله مثلا بالشجر الأخضر ، وما هي صلته بواقع النشور؟
قالوا : إنّ العرب كانوا يستخدمون نوعين من النباتات كالزناد لإنشاء النار كما نستخدم نحن الكبريت ، وسمّيا ب (صرخ) و (عفار) وكانا رطبين ، إلّا أنّ احتكاكهما كان يولّد النار ، فضرب الله بهما مثلا على قدرته أو على انبعاث النار الخفية كما ينبعث الجسد الميت حيّا يوم النشور.
وقال البعض : إنّ البحث العلمي أكّد أنّ كلّ أنواع الوقود من أشعة الشمس ، وحتى اتقاد الخشب إنّما هو بتخزّن هذه الأشعة فيه ، وإلّا فإنّ عناصره الأخرى كالماء والتراب لا نار فيها.
ذلك أنّ كلّ عملية تركيب كيماوية بحاجة إلى امتصاص الطاقة أو بثّها ، وعملية امتصاص الأشجار لثاني اكسيد الكربون بحاجة ـ حسب هذا القانون ـ الى الطاقة ، وهكذا فهي تستفيد من الطاقة الشمسية ، وتستمر الأشجار في اختزان الطاقة بصورة منتظمة.
وهذه العملية لا تقوم بها الأخشاب اليابسة بل الشجر الأخضر ، ولذلك ركّز الحديث حوله ، بالرغم من أنّ الناس يعرفون أنّ الخشب اليابس أسرع اشتعالا إلّا أنّه لا يحزّن الطاقة. (٣)
ولكن يبقى السؤال : لماذا ضرب الله بهذا مثلا؟! الجواب :
أولا : إنّ ذلك يهدينا الى قدرة الله الذي ضغط النار في الماء. أو ليس الشجر الأخضر ينضح بالماء؟ فأبصر بربّ يحزن الوقود في الماء!
__________________
(٣) بتصرّف من تفسير نمونه / ج (١٨) / ص (٤٦٤).